بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم كتبت لكم قصة عن...
((باقة الزنبق التي لم تصل))
متى حصل الامر؟..في الصباح الباكر".. كانت أمي على الهاتف تسأل ثم تكرر ما تجيبها
محدثتها على الطرف الآخر .. كنت لم أزل في منامتي أفرك عيوني،عندما وضعت أمي
سماعة الهاتف وتمتمت في هدوء حزين: " العمة وداد...رحمها الله .. تسمرت في مكانيي لدقائق طويلة
قبل أن أعي تماما ما حصل.. ثم أدرك أنه.. قد فات
الأوان..
لم أكن أعرف قبلها كيف يفوت الأوان؟
ربما لأنني لم أرتد كثيرا محطات القطار.. ولم أكن أعرف أن أتأخر
بضع دقائق يعني أن القطارقد تحرك للتووأن الرحلة قد فاتتك.,.
الآن بت أعرف.. ولأول مرة أشعر كم هي قاسية جملة "لو انني" وكم مر طعمها.,.,
ولكن لم كل هذا؟.. ومن العمة وداد؟.. هل كانت عمتي؟..هل هي صبية يانعة الصبا؟.. ولم تكن صبية يانعة .. فهي أصغر من جدي بقليل، ولم تكن موفورة العافية بل هي مريضة بل أمراض الشيخوخة .., إذن؟.,.. ما الأمر؟ منذ أن وعت عيناي الوجود وبيت جدي جزء من الوجود الذي أعي,
والعمة وداد جزء من ذالك الجزء . . عندما كنت صغيرة كنت أحسبها جدة ثانية.. وعندما كبرت وبدأت أسأل،.
علمت ان العمة وداد أخت جدي وأنها أتت للعيش معه كيلا تبقى وحيدة
بعد أن توفي زوجها ،فالنساء في عائلتنا لا يجوز ان يبقين وحيدات كما يقول جدي...
في بيت جدي اجمل غرفة ، تلك المطلة على الشرفة الغريبة.,
وفي الشرفة تتزاحم نباتاتها المدللة المستقلة أو المتدلية .,
أما الغرفة فلها رائحة عطر خاصة.. هي رائحة ملاءات سريرها المطرزة..,
هي رائحة ثيابها المخبأة بعناية... هي تلك التي تميز أي غرض
من أغراضها .. هي رائحة قارورة عطر الزنبق التي لا تبارح
حقيبتها ورغم أن العمة وداد كانت كثيرة الانتقاد،صعبة الإرضاء.. إلا أنها كانت طيبة القلب..,
الامر الذي كان جدي وجدتي يدركانه جيدا, فلم يغضبها منها يوما ،بل كانا يتناوبان في مسايرتها ودلالها
وهنا اتوقف عن الكتابة لدقائق انتطروا